على ضفاف شاطئ البحر يبدو المساء شاعرياً ورومانسياً بصورة لايمكن تخيلها .
لم يكتمل القمر في هذا الوقت من الشهر بعد لكنه في طريقة الى الاكتمال بعد أيام قليلة ولكن الضوء المنبعث منه يكفي لاضفاء جواً شاعريا يعكس البهجة في النفس ويعكس ضوء على سطح مياة البحر بوضوح خصوصا والكهرباء منعدمة في المدينة تماما .
انغام موسيقية تنبعث هنا وهناك من بعض السيارات وأجهزة المواطنين المتواجدوان على الشريط الساحلي حتى ساعات متأخرة من الليل .
هدير الأمواج المتلاطمة عاليا في هذا الوقت من السنة فالبحر الأحمر يضطرب وترتفع فيه الأمواج في ديسمبر ويناير من كل عام والتحذير من السباحة والاصطياد يتكرر مع حلول هذه الأشهر .
يختلف الوضع على الشأطى عن وسط المدينة فالهدوء والسكينة والانسجام لايتوفر في وسط المدينة مثلما يتواجد هنا .
رغم طيبة وبساطة إبناء الحديدة الا أن الأوضاع القت بظلالها على شوارع ومحلات المدينة وتأثرت مدينة السلام والوئام باضطرابات الوطن لكن بدرجة أقل من بقية المدن اليمنية .
ورغم المتغيرات الا أن مدينة الحديدة تجاهد للأحتفاظ بسكينتها ووقارها وأبتسامة أهلها في وجوه الضيوف في كل الأوقات .
في المساء يزداد هيجان الأمواج ونستمع بوضوح جبروت البحر وكأنه لا يهتم بالمتربصون بالوطن في ماوراء البحار خلف هدير الأمواج .
تشكو مدينة الحديدة من الأهمال منذ سنوات وغياب البنية التحتية يؤثر على استقبالها للزوار من مختلف المحافظات وعلى إبنائها إيضا وقد زاد الأهمال وغاب الأهتمام نهائيا في هذه الفترة .
تبدو الحديدة مثل غانية تتمتع بالجمال والكمال في كل شئ لكن الحظ عاندها وتزوجت بمن لا يعرف قدرها وقيمتها ولا يهتم لما تفعله وتضحي من اجله
فتظهر التجاعيد في وجهها مبكراً وعلامات الحزن لا تغادر عيناها .
ولكنها لا تتوقف عن العطاء رغم ماتجده من جحود ونكران ولكن
معدن الطيب الأصيل هو أساس جوهرها وهكذا هي الحديدة وستظل دائما .
( أبو معاذ )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق