الأحد، 27 ديسمبر 2015

همسة حب 18

همسة حب 18 

في شرفة شقتها الهادئة المطلة على خور المكلا الرائع  تجلس الخالة  سعاد فوق كرسيها الهزاز  كما هي عادتها اليومية من بعد عصر كل يوم حتى قبيل المغرب تتأمل في المارة وتستمتع بمنظر تداخل الخور مع البحر وفي نفس الوقت يدها لا تتوقف عن العمل فالخياطة اليدوية  جزء من حياتها اليومية وغزل الصوف حوار لا ينتهي بين أصابعها والخيوط الناعمة الملونة . 
تنبهت الخالة سعاد الى صوت جرس باب الشقة . ترى من الطارق ؟؟؟  لا تنتظر زيارة احد أبدا في هذا الوقت كما أن جاراتها يأتين صباحا لتبادل الحديث كل يوم . 
نهضت ببطء بحسب مايسمح به سنها وتوجهت لفتح الباب مباشرة دون أن تسأل حتى من الطارق فالناس في المكلا عائلة واحدة وثقافة وعادات المجتمع في المكلا تمنح السكان الكثير من الأمن والأطمئنان !!!!!!
فتحت الخالة سعاد الباب ثم فتحت فمها بقوة ولم تتمكن من أغلاقة سريعا وشهقت من هول المفأجاة .
( عماد )  !!!!!!
مرحبا بك يابني تفضل أهلا وسهلا بك في بيتك . 
ترى اي ريح طيبة ذكرتك بنا .
أبتسم عماد وضحك ضحكة هادئة  ودخل الى صالة الأستقبال وجلس قائلا :- 
المعذرة يااحلى خالة أعترف بالتقصير معك ولكنها مشاغل الحياة كما تعلمين !!!
غمزت الخالة غمزة ذات معنى وأبتسمت قائلة :- لاعلاقة لي بطلاقك من سارة نعم هي بنت أختي لكني أحببتك كما أحبها وأذا كانت سارة بنت أختي فقد أعتبرتك أبني . 
عن أذنك دقيقة واحدة احضر لك شاي . 
لكن عماد وقف بسرعة ومنعها من التحرك وقال :- ليس هذا وقت الشاي أريد أن أتحدث مع سندس أولا  ؟؟؟ أذا لم يكن لديك مانع سادخل اليها الى غرفة البنات للتحدث معها قليلا .
أجابت الخالة ببرأة قائلة :-
سندس ولكن كيف عرفت أنها هنا لقد لقد قالت لي انها لم تخبر احد عن مكان وجودها هنا
وطلبت مني عدم الأفصاح لاحد عن وجودها هنا حتى وأن سألت شقيقتيها عنها .
قال عماد وبريق النصر في عينية :- وهذا ماتوقعتة !!!
- توقعتة ! مالذي تقصدة ؟
- قال :- غادرت سندس المنزل بسبب مشادة بسيطة بينها وبين سالي دون أن تفصح عن وجهتها رغم أنها حاولت تضليل شقيقتها بمكان تواجدها الحقيقي . 
توقعت سالي مثلما توقعت سارة وكذلك أنا أن سندس هنا ولكن سالي قالت أن لا جدوى من الأتصال بك  فمعرفتها بك جعلتها تجزم أن حبك الشديد لسندس سوف يجعلك تنفذين كل طلباتها بما في ذلك أنكار وجودها هنا .  اما أذا لم تكن هنا فعلا وهذا كان احتمال غير وارد فقد توقعت سارة أنك سوف تقيمين الدنيا ولن تقعديها للبحث عن سندس وبالتالي انتشار خبر خروجها من البيت دون علم شقيقتيها وتعرفين عواقب انتشار مثل هذه الأخبار
لذا قررت مفاجأتك والتحايل في طريقة الخبر وكان هذا بالفعل ناجحا .
- لديك قوة تأثير غير عادية ولا أظن أن كنت أستطيع أخفاء الحقيقة عنك كثيرا. 
- حسنا هل تسمحين لي بممارسة هذا التاثير على سندس الآن ؟؟؟؟
- بالطبع يمكنك الانتظار هنا قليلا قد تكون نائمة سوف احضرها الى هنا ويمكنكما الحديث بينما اعد لكما الشاي.
- مرحبا أستاذ ( عماد ) 
- أستاذ !!!!!! منذ متى كان للألقاب وجود بيننا ! مرحبا سندس تفضلي أجلسي .
أحمرت وجناتها وزاد أرتباكها وتحاشت النظر اليه قدر الأمكان
عماد ذو تاثير كبير عليها ولا تستطيع الصمود كثيرا في وجهة . 
- ساكون صريحا معك كثيرا سندس أعرف أن من حقك اختيار طريقة حياتك دون تدخل الآخرين لكن يجب علينا تنبهيك من الاخطار المترتبة على بعض التصرفات الخطأ !!!
- لا يوجد خطأ في شئ !!!
- تفهمين مقصدي جيدا . زياد يستغلك فقط ولا يحبك كما أنه متزوج .
- سوف يطلق زوجتة و ....!
- أنا لم أقطع كل هذه المسافة لجدالك فقط . أنظري الى هذه الوثائق التي تثبت تورط زياد بجرائم سرقة واختلاس !!!! وصول نسخة من هذه الوثائق الى النيابة تكفي لأستضافة زياد خلف القضبان مدى الحياة
لقد كان أقتراح سارة وسالي أن نطلب من زياد الابتعاد عنك ونستخدم وسائل ترغيب وترهيب ولكني رفضت هذا المقترح لأنك أنت صاحبة القرار وأنت من يجب أن تغلق الأبواب في وجه زياد وتلفظة وترفضة .
لا أن نترجى زياد بهكذا طلب 
سوف يزداد عتوا ونفورا عندما يرى رجائنا وتوسلاتنا .
سندس  أرجو أن تحكمي عقلك
رغم أنفصالي عن سارة لكن لازلت أعتبركم عائلتي والعيش والملح لايمكن أن ينسى. 
قالت سندس بصوت مرتفع وبلهجة عناد :- لا أدري لماذا تتدخل سارة في حياتي الخاصة . لست طفلة وادرك تماما ماذا أفعل . يجب عليها أن تحل مشاكلها بنفسها أذا كانت تعتقد أن في هذا الأمر مشكلة ولا داعي لأن تزعجك بمشاكلها 
ام أنه الحنين حلال عليها وحرام على غيرها .
- سندس  ماهذا الهراء لا يصح أن تتحدثي عن شقيقتك بهذا الشكل . المعذرة يابني صوتي أرتفع رغما عني .
وضعت الخالة سعاد الشاي على الطاولة وزجرت سندس بكلمات ونظرات غاضبة وغادرت الى الشرفة .
قال عماد :- الأمر لا يخصك وحدك يجب أن تعلمي أن السمعة السيئة تشمل الجميع ولا ترحم احد . 
كبرياء سارة ليس له حدود ولا يمكن أن تتصل بي لحل مشاكلها .
مشكلة زياد تخصنا جميعا .
لقد كانت سارة أول من أكتشف تلاعب زياد باموال الشركة .
زياد يسعى للأنتقام من سارة وتدمير حياتها وقد نجح في جزء من مخططة .
سارة كانت تنوي نقلك الى المخأ ونقل سالي ايضا بهدف الابتعاد عند زياد وعن عدن .
لكني رفضت هذا الكلام فالهروب لا يمكن أن يكون حل لاي مشكلة.
سوف أمنحك فرصة للتفكير والقرار بيدك .
يمكنني أن اجد لك وظيفة في شركتي تراعي ظروفك الدراسية حتى تتخرجي من الجامعة وتفتحي صفحة جادة جديدة في حياتك . اما أذا كان عنادك وأصرارك على المضي نحو الهاوية فلن يساعدك احد عندما تغرقين .
يجب أن أغادر الآن الى عدن 
فالطبيب المعالج لسارة ينتظرني  لاكمال بقية الجلسات .
صاحت سندس 
طبيب !؟ سارة !؟ ماذا أصابها .
قال عماد التواء بسيط في قدمها وتحتاج لبعضة أيام للراحة ( الى اللقاء ) .
- عبثا حاولت منع دموعها وهي تهرع لاحضار ثيابها قائلة :- مهلا أنتظر أحضر ثيابي وأعتذر لخالتي وأعود معك .
!!!!!!~~~!!~~
للمرة العاشرة يمسك زياد هاتفة الخلوي ويعاود الأتصال مجددا 
ولكن الهاتف الذي يطلبة لا يزال مغلق منذ أيام ولا يعرف سبب هذا الأغلاق .
قبل أن يضع الهاتف فوق الطاولة كان الهاتف يرن وفي الشاشة ظهر الرقم غير معروف
ورغم هذا أجاب زياد بلهفة:-
مرحبا سندس إين كنت كل هذه المدة .
ولكن الصوت الناعم في الطرف الآخر جعله يعتدل في جلستة ويحمر وجهة بسبب تهوره 
 وتحدثت صاحبة الصوت بدلال قائلة :- مرحبا أستاذ زياد . المعذرة يبدو أنك كنت تنتظر سندس .
أجاب :- مرحبا بك هل يمكنني معرفة من المتحدث ؟؟؟
قالت :- دلال !
أجاب باستغراب :- دلال ؟ هل من خدمة يمكنني تقديمها .
قالت :- نعم لدينا قضية مشتركة
قال :- المعذرة لم أفهم !
قالت :- أنا دلال خطيبة عماد 
وكنا على وشك الزواج قريبا
لكن ظهور سارة من جديد خلط كل الاوراق . 
( سارة ) قضيتنا المشتركة 
سوف تأخذ عماد مني
وتأخذ سندس منك ! هل وصلتك الفكرة . ؟ أذا لم يكن لديك مانع أرجو أن نلتقي للحديث بصورة أفضل .
أجاب بنبرة خبث ودهاء
بكل سرور .

والى اللقاء في الحلقة القادمة .
( أبو معاذ محمد نزار )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق