همسة حب 16
في طريق العودة حاول عماد تخفيف حده التوتر وتلطيف الأجواء فقد كان الغضب والحزن واضحا في ملامح سارة
بادرها بالحديث قائلا:-
أرجو قبول أعتذاري لقد كنت قاسيا في حديثي معك ولكن زياد ......
قاطعتة قائلة :-
لا يوجد ما يستوجب الأعتذار .
قال :- يبدو أن زياد كان له يد في ماحصل بيننا ويجب محاسبتة على فعلته .
قالت :- وما جدوى أثبات دور زياد الآن ؟؟؟ لم يعد للأمر أهمية؟
توقف بالسيارة جانبا والتفت اليها قائلا بغضب :-
أذا غير مهما لك فالأمر بالنسبة لي مهم ومهم جدا .
أجابت ببرود :- لم أطلب مساعدتك من أجل هذا الأمر
فالماضي انتهى ومايهمني هو الحاضر شقيقتي غادرت المنزل ولانعلم إين هي وأذا أنتشر خبر غيابها بين الناس قبل أن نصل اليها فسوف نتصدر العناوين الأبرز في احاديث الناس ولن يرحمنا احد
فالكثير منهم بالكاد توقف عن تأليف قصص وحكايات مذهلة عن الزوج المغدور به ( عماد ) والخيانة التي بطلها زوجتة وصديقة !!!!
أنت لا تدرك نوع المعاناة الذي يصيب الفتاة عندما تلصق بها تهمة الخيانة وتصبح العنوان الابرز في السنة المجتمع وكل منهم يمنح خياله فرصة لتأليف مايناسب عقولهم ونفوسهم .
أنتشار خبر هروب سندس سيفتح الباب لأثارة حكايتي من جديد وسيربط الجميع بيننا وسوف يتم الحديث عن وجود أسرة تنعدم الأخلاق فيها.
أنطلق عماد بالسيارة مجددا
وغير اتجاة السير وقال دون أن يلتفت اليها :-
لاأظن أن سندس عند زياد وربما زياد لا يعلم بهروبها .
قالت :- وهذا ماقصدتك من أجله
نريد معرفة أذا كان زياد لديه اي معلومات عنها وأذا كان فعلا لايعلم شئ فيهمنا ضمان عدم أستغلال زياد لحكاية الهروب
واطلاق شائعات كما فعل من قبل.
اجاب عماد بشرود :-
( أطلاق شائعات كما فعل من قبل ) يبدو أن ملف القضية السابقة سيفتح من جديد !
تنهدت سارة بضجر وقالت:-
تتحدث وكأنك محقق في قضية جنائية لايستحق الأمر كل هذا الاهتمام . لماذا غيرت اتجاة الطريق يجب أن لا اتأخر في العودة للمنزل سالي وحيدة هناك .
قال وهو يزيد من سرعة سيارتة
:- لن نتأخر كثيرا سنذهب الى قلعة صيرة لنكمل حديثنا ونتمتع بأطلالة ساحرة على البحر من جبل صيرة الرائع.
من بعيد تظهر القلعة شيئا فشيئا . الأنوار الهادئة تم توزيعها بعناية فائقة على جميع جوانب القلعة .
تبدو القلعة وكأنها حامية للمدينة عدن تخفيها خلف أسوارها وتبعدها عن خطر الغزاة القادمون من خلف البحار.
الوصول الى قمة القلعة عبر الدرج الحجري الآثري ممتع للغاية . الأنوار الهادئة على جانبي الممر الحجري تضفي عليه رونقا وجمالا .
في سفح القلعة تقف سارة ويداها تمسك بسور القلعة الحجري القوي . تتأمل هدوء البحر وتتمتع بأطلالة رائعة .
بجوارها يقف عماد تاركا مسافة قصيرة تفصل بينهما .
نسيم البحر العليل يعبث باطراف ثوبها كما يداعب شعر عماد الأسود الداكن .
في سماء القلعة تبدو النجوم المتناثرة بوضوح كأنها مصابيح تزين المكان .
تخيلت سارة نفسها تجلس فوق عربة تجرها الخيول وبجوارها عماد وهما يلبسان ملابس العصور الوسطى التقليدية
والخيول تنطلق بهما صعودا نحو النجوم في السماء .
لم يفتح عماد فمه بكلمة واحدة
فجمال وهدوء المكان لاتستحق أن تفسدها اي ثرثرة .
همست سارة وهي تستعد للمغادرة :- هيا بنا يبدو أن الوقت ادركنا .
قال عماد :- هيا
يبدو أن نزول الممر الحجري ليس سهلا مثل الصعود
فتباعد بعض الدرج في بعض الأماكن عن بعضها تسبب في ارباك سارة وكادت تتعثر !!!
لاحظ عماد ذلك وقام بامساك يد سارة لمساعدتها على النزول
لكنها وبطريقة لا أرادية سحبت يدها من يده وأبتعدت عنه قليلا ولم تنتبه أنها على حافة درج حجري مما تسبب في تعثرها وسقوطها على الأرض وهي تتلوى بألم فقد أصيبت قدمها بالتواء .
هرع عماد اليها وشاهد قدمها المعلقة لم يتردد كثيرا
احتضنها من الأرض بين ذراعية
كطفلة صغيرة وهي تبكي من الألم وتبكي من الحنين فقد تسبب وضع رأسها على صدر عماد وهو يحملها وينزل بها ماتبقي من درج بألم أكبر من ألم قدمها المتوعكة .
وصل الى السيارة سريعا ووضعها برفق في المقعد المجاور وأنطلق بها سريعا مثل المجنون لا يلوي على شئ !!!!
والى اللقاء
كتبها أبومعاذ
محمد نزار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق