تعتمتد الأنظمة الديكتاتورية القمعية على التضليل الأعلامي لتخدير شعوبها حتى ينسوا قضاياهم الأساسية وابعادهم عن مطالبة حكوماتهم بالقيام بواجباتها الرئيسية .
ومن أهم وسائل التضليل الأعلامي والسياسي الأهتمام المبالغ فيه بالفعاليات والكرنفالات والمناسبات الدينية والأعياد الوطنية وحتى اختراع مناسبات تخديرية مثل التعداد السكاني وانتخابات المجالس المحلية وانتخاب برلمان للأطفال والحفل الفني الساهر في عواصم المحافضات والعروض العسكرية والشبابية والمهرجانات الخطابية في الميادين والساحات الرسمية وحتى حملات التحصين المتكررة لشلل الأطفال رغم انها ممولة من اليونيسيف وغيرها .
اما الجماعات السياسية التي ترتكز على أسس دينية مذهبية فانها تلجاء الى أسلوب مختلف قليلا في التضليل الأعلامي والسياسي وهو الأهتمام بالمناسبات الدينية واستغلال جانب العاطفة الدينية لدى افراد المجتمع المتمسك بالدين الأسلامي
وأقامة فعاليات ومهرجانات خطابية وجماهيرية حاشدة تصرف عليها الملايين ويتم التحضير والتجييش لها منذ وقت مبكر وتقام مهرجانات وتلقى خطابات ثم ينفض الجمع وينتهي كل شئ بانتهاء شمس ذلك اليوم ولا تستفيد الشعوب شيئا من تلك الخطابات ولا فائدة تعود على المجتمع بمهرجان ذلك اليوم .
لا يمكن لمسلم أن يعترض على الاحتفال والتذكير بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وقد كانت مساجد صنعاء فيما مضى تحتفل ليلة المولد النبوي الشريف بالمساجد بين صلاتي المغرب والعشاء في كل عام ويتم نقل الاحتفال في وسائل الأعلام المسموعه والمرئية .
اما الاحتفال بطريقة مبالغ بها وصرف الملايين من المال العام فما هو الا استغلال سياسي لا علاقة للنبي به مطلقا واختزال المولد النبوي لجماعة سياسية دينية لغرض نشر فكر الجماعة واستعراض لحجم وجودها ورفع شعاراتها وترديد صرختها .
النبي صلى الله عليه وآله وسلم لاعلاقة له بملعب الثورة الرياضي لا من قريب ولا من بعيد ولا بقرارات مجلس الأمن ولن يجني فائدة من تلك المهرجانات اما المواطن فيهتم بالمعيشة والكهرباء والتعليم والمستشفيات والأقتصاد أكثر من اهتمامة بهرج ملعب الكرة الذي تحول الى قاعة احتفالات تشبة قاعة أعراس يحضر فيها القات وتغيب فيها الثقافات .
نحتاج للاحتفال بنجاح الدولة في مجالات الحياة المختلفة اما تعظيم النبي والاحتفال به فهو موجود معنا وفي قلوبنا منذ خلقنا وحتى مماتنا ولا نحتاج للمزايدة في حب المصطفى .
فالعمل بسنته والتحلي بأخلاقة وتنفيذ وصاياة خير ما نحتفل به في مولده ولا نجعل من يوم ميلاد خير البشر مناسبة للتضليل الأعلامي السياسي وتخدير المواطن لينسى مصيبتة في وطنة وحياتة الميتة وموتة السريري بصموط الصامطون في ملعب الخيارات الاستراتيجة الرياضي .
( أبومعاذ )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق