همسة حب 12
استيقظت سارة باكرا قبل الجميع رغم انها لم تنم الا متأخراً مساء الأمس .
دخلت الى المطبخ لاعداد وجبة الافطار
لم تكد تمض دقائق حتى كانت سالي تقف على عتبة باب المطبخ متفاجأة بوجود سارة في هذه الساعة المبكرة
قالت مستغربة :- صباح الخير سارة
كنت أظن انك لن تغادري الفراش قبل الظهيرة فقد كان الارهاق واضحا عليك بالامس .
قالت سارة - صباح النور سالي .
بالفعل كنت مرهقة جدا كما أن النوم رفض أن يأتي سريعا بعد أن وضعت رأسي على المخدة . لكن موعد النهوض من الفراش لا يتغير حتى وأن تأخرت بالنوم أو كنت في يوم أجازة .
قالت سالي :-
وربما كان السهاد والأرق بسبب دلال ؟
سألتها سارة دون أن تلتفت اليها :- هل كنت تعلمين بوجود عماد في الحفل ؟؟
احمر وجه سالي وذهبت نحو الثلاجة تتظاهر بالبحث عن شئ وقالت :-
بصراحة كنت أعلم أن شركة عماد هي التي دعمت مشروع المسرح الثقافي لكن لم يكن لدي علم بحضور عماد للحفل !!
وعندما غنيت الأغنية الأولى لم يكن موجودا بين الحضور يبدوا أن حضوره جاء متأخرا فقد شاهدته في الصف الأول عندما غنيت الأغنية الأخيرة وتنبهت أن المقعد الذي يجلس عليه كان شاغرا في بداية الحفل .
قالت سارة بنبرة غضب :-
من الطبيعي أن يكون في مقدمة الحضور في يوم حفل الأفتتاح طالما كان التمويل من شركتة ولا يحتاج الأمر الى فطنة وذكاء لمعرفة ذلك !!
ولكن لماذا لم تخبريني بالامر قبل أن نذهب للحفل !!،،؟؟ وماالذي دفعك للأفصاح عن وجودي بين الحضور بعد أن شاهدت عماد يجلس في المقدمة ؟؟
تلعثمت سالي وزاد احمرار وجهها وكادت أن تتعثر وهي تحاول الابتعاد بوجهها عن سارة وتذكرت أيام طفولتها وصباها عندما كانت تتمكن من مراوغة امها ولكنها تفشل بالمراوغة والكذب امام صرامة وحزم سارة ونظراتها التي تفضح محاولات سالي البائسة .
قالت سالي بصوت خافت :- كنت أعلم جيدا أنك سترفضين الحضور لو قلت لك أن المشروع برعاية شركة عماد . وبكل تأكيد لم يكن لدي معرفة بحضور عماد من عدمها لكني وبكل صراحة كنت أتوقع حضوره . وعند وصول عماد متأخرا لم أكن قد صعدت الى خشبة المسرح مجددا لكني كنت قريبة وشاهدت بوضوح وصول عماد وحيدا وتأكدت من ذلك عندما كان مقعدا واحدا هو الشاغر قبل وصوله ولم تظهر اي تصرفات او شئ يدل على وجود فتاة ترافقة أو مظاهر توحي بوجود صديقة تنتظرة .
قالت سارة بامتعاض :-
تقصدين خطيبة وليست صديقة !
ارتفع صوت سالي وظهر الغضب واضحا وقالت :- لايمكن أن يذهب بك الخيال بعيدا هكذا !!!
رغم صمتك وقدرتك على التماسك وحرصك على عدم اظهار مشاعرك امام الآخرين لكني شقيقتك التي تفهمك أكثر مما تتصورين . وأدرك تماما أن حبك لعماد لم ينتهي !!!
الحب جمع بينكما والكبرياء فرقتكما !!
لا الومك أبدا الطريقة التي أختارها عماد للطلاق لا يمكن أن تسمح لكرامتك حتى بتوضيح الحقيقة أو الدفاع عن نفسك مهما كانت درجة حبك له !!!
, لكن بذرة الحب حين تغرس في أرض طيبة تضرب جذورها عميقا , فلا تستطيع أية عواصف أقلاعها . !!
لقد وجدت الحفل فرصة للقاء بينكما مجددا فربما يتدخل الحنين وينجح في اعادة كل حبال الوصل وتوثيقها وأغلاق صفحة الماضي للأبد .
لقد كانت سعادتي لا توصف وأنا أشاهد تعابير وجه عماد تتغير بمجرد ذكر أسمك . كان الشوق واضحا في تحركاته وهو يلتفت يمنه ويسره للبحث عنك بين الحضور ولم يكترث بمن حوله .
سارة أرجو أن تقبلي أعتذاري لقد صدمت أكثر منك وأنا أشاهد خطيبة عماد تقف الى جوارة .
قالت سارة بامتعاض :- لا داعي للاعتذار . من الطبيعي أن يبحث عماد عن زوجة عاجلا او آجلا لا يهم فلم يعد هذا موضوعنا !! ما يهمنا الآن ( سندس.
قالت سالي وهي تضع طعام الافطار على الطاولة :- نعم بالفعل هل فكرت بطريقة أو حل لا بعادها عن زياد ؟
قالت سارة :- نعم .
قالت سالي :- وماهو ؟ تكلمي سريعا قبل أن أذهب لا يقاظها لتناول الافطار !
سحبت سارة مقعدها المفضل منذ سنوات حول مائدة الطعام وجلست ترتشف كأس البن بهدوء وقالت :-
فكرت كثيرا ووجدت أفضل الحلول واسهلها أن تذهب معي المخاء !
تسألت سالي :- تذهب معك ؟ كيف أقصد متى ولماذا وكم ستجلس عندك في المخاء ومتى تعود ! ثم أن هذا حل مؤقت وايس حل نهائي ؟؟
قالت سارة ببرود :- تذهب معي المخاء للأقامة الدائمة هناك . الابتعاد عن عدن وعن زياد سيجعلها بمرور الوقت تنسى كل شئ . سوف نقوم بنقلها لمواصلة دراستها هناك وأنا متأكدة بمجرد مرور بعض الوقت سوف تنسى كل مايربطها بزياد وبالذات عندما تتعرف بمن حولها وتعقد صداقات جديدة وسندس بارعه في هذا المجال .!!!
قالت سالي بتعجب :- وماذا عني ؟
قالت سارة :- يمكنك أن تفعلي الشئ نفسه . تقدمي بطلب نقل عملك الى المخاء والحقي بنا . سيكون من الأفضل لنا جميعا أن نعيش مع بعضنا !!؟
قالت سالي :- وماذا عن سندس هل ستوافق على أقتراحك هذا بسهولة ؟؟
سندس عنيدة ولا يمكن اقناعها أبدا خصوصا وهي تدرك أن الهدف هو أبعادها عن زياد ! سوف تتمسك بموقفها أكثر .
قالت سارة :- ليس لديها خيار خصوصا عندما تعرف أنك إيضا سوف تغادرين
مستحيل أن تفكر بالبقاء وحيدة في عدن!
قالت سالي :- سافكر بالأمر أولا وأنظر ماهو الرد الذي سوف احصل عليه بخصوص طلب نقل الوظيفة !!!
سوف أذهب لا يقاظ سندس لتناول الأفطار ولا تتكلمي معها أبدا باقتراحك
حتى نتناقش بهدوء في المساء .
بخطوات سريعة غادرت سالي المطبخ باتجاة غرفة سندس !!
وأمسكت سارة فنجان البن تتأمل ماتبقى في قعره بشرود واضح وقبل أن ترتشف ماتبقى فيه دفعه واحده سقط الفنجان من يدعا وأنكسر وقامت مسرعه وعي تسمع صراخ سالي تستغيث بها
سارة سارة الحقيني سارة !!!!
والى اللقاء ( أبومعاذ محمد نزار )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق