الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

همسة حب 13

همسة حب 13 

تسمرت سارة في مكانها ولم تحرك ساكنا كأنها وتد في وسط الغرفة
حاولت أن تبدو متماسكة وهادئة.
اما سالي فقد كانت منهاره تماما 
تجلس القرفصاء فوق سرير سندس وهي تنتحب بصوت تحاول جاهده  أن تكتمة حتى لا يسمعها الجيران.
قالت سارة بلهجة أقرب الى البكاء :- يجب أبلاغ الشرطة ! ليس لدينا خيار  اخر !!!!
صاحت سالي بنبرة غضب:-
الشرطة !!!!! 
هل تدركين ماذا يعني هذا ؟؟؟؟ 
معناه فضيحة مدويه .!! وماذا سنقول للشرطة ؟؟؟ 
امسكت سارة من جديد بالورقة التي تركتها سندس فوق سريرها وفتحتها سارة لتقرأها للمرة العاشرة ومكتوب فيها بخط سندس:- 
لن أسمح لكما بالوقوف في طريقي
هذه حياتي وأنا حرة فيها !
لقد اتخذت قراري ولن اتراجع عنه 
سوف اعيش حياتي بالطريقة التي اختارها ولن أتزوج الا بالرجل الذي أحبه ويختارة قلبي !!
لا يهمني زياد أو عماد أو اي شئ اخر . لقد غادرت المنزل ولم أهرب فلا تبحثا عني حتى وأن التقينا فلن أعود .  لم اعد طفلة  ولكل واحدة منا الحرية الكاملة في اختيار الطريقة التي تريد العيش فيها .  
شكرا لكل ما فعلتماه من أجلي اعتنيا بنفسيكما ( الوداع ) . 
قالت سارة :- 
بالفعل لا يمكن أن تفعل لنا الشرطة شيئا فلا يوجد في رسالة سندس ما يدل على جناية أو خطف او هروب او ما شابة ذلك .!! 
قالت سالي :- نعم لقد غادرت بمحض أرادتها ومن حقها العيش بطريقتها فقد بلغت سن الرشد ولم يعد لنا وصاية عليها !!! 
كلما سنحصل عليه من أبلاغ الشرطة هو الفضيحة بين الناس
فالجميع سيتحدث عن هروب سندس مع رحل الى مكان مجهول ولا احد يعلم نوع العلاقة بينهما وستكون مادة دسمة للناس وسوف يخترعون لها عشرات القصص والاكاذيب من مخيلتهم . 
بينما أذا تركنا الامر دون أثارة فلن يتنبه احد لشئ وربما لن ينتبه احد لغيابها فهي نادرة الأختلاط بالجيران ولن يتفقدها احد . 
قالت سارة :- 
نعم بالفعل ويمكننا أن نبحث عنها بهدوء وأعتقد أن البحث لا يحتاج وقت أو جهد !!! سوف نجدها عند زياد أو على الأقل سوف يدلنا عليها !!  سأذهب لمقابلة زياد  وأنا واثقة أني سوف اجدها !!!! 
قالت سالي بسخرية :-
يبدو الأمر وكأن طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات ضاعت في الحديقة وبكل بساطة تذهبين لأستلامها من زياد  وتتأسفي لأزعاجة وكلمات شكر وعبارات امتنان لما فعله من أجلها وقطعة الحلوى التي اهداها لها !!!
زياد لا يمكن أن يرفض هدية مجانية تقدم له على طبق من ذهب.
أن كان زياد صاحب الفكرة فهو  يرسم مخطط حقير !
وأن كان لا يعلم شئ فسوف  يفرح كثيرا بالحصول على هذا الخبر بهذة السهولة ولن يدع الخبر يمر مرور الكرام أبدا لذا يجب أن نتوخى الحذر عند الأقتراب من زياد
قالت سارة :-
حسنا وماذا تقترح ايها المخبر السري ؟
قالت سالي :- هذا ليس وقت السخرية أبدا !!!
قالت سارة :-  طريقة تفكيرك وربطك للأحداث وتعاملك معها تؤكد أن لك علاقة بعمل المخبر السري !!  المهم ماهو أقتراحك ؟؟
أجابت سالي بهدوء :- ( عماد ) 
ارتبكت سارة بمجرد ذكر أسم عماد وقالت :- عماد ؟؟؟ ماذا تقصدين ؟
قالت سالي :- عماد هو الشخص الوحيد الذي يستطيع التعامل مع زياد ومعرفة مصير سندس واقناعة بالابتعاد عنها !!! عماد يمتلك أوراق ضغط قوية يكفي مجرد التلويح بها ليرضخ زياد !!!!
قالت سارة :- وهل سيوافق عماد على التدخل بالقضية واقحام نفسة في مشاكلنا ومواجهة زياد من جديد لاجلنا !!!
قالت سالي :- هذا الأمر يتوقف عليك ! يجب أن  تذهبي لمقابلة عماد وشرح القضية بهدوء ومن ثم تطلبين المساعدة ! أذا وافق فسوف يوفر لنا الكثير من الوقت والجهد
وأذا رفض فقد حاولنا ولم نخسر شئ ويمكن أن نبحث عن طرق أخرى لحل المشكلة ! 
قالت سارة :- سبق وأن قلت لك لن أذهب الى عماد أبدا مهما كانت المبررات ؟؟
قالت سالي :- لاتكوني حمقاء 
عماد على وشك الزواج وهذا سبب كاف لأن يجعل طلب المقابلة يأخذ طابع رسميا . 
لم يعد بينكما اي صفة شخصية ويجب أن تتعاملي مع الأمر كذلك .
لا تنسي أن الوضع لا يحتمل التأخير وأذا تسربت الأخبار فسوف نصبح حديث كل الناس ولن تقتصر الفضيحة على سندس وحدها !. فكري بالامر بالعقل لا بالعاطفة . 
سيكون هذا اللقاء اختبار حقيقي لك ولعماد من خلاله يتم معرفة حقيقة مشاعركما هل  صارت مجرد ماضي وذكريات أم أن الكبرياء عي من تقف حجر عثرة في طريق القلوب !!!!!
غادرت سالي المكان  وتركت سارة تتخبط مع افكارها !!!! 
تفكر بسندس وتصرفها الأرعن وأين هي الآن ياترى ؟؟؟
ثم تفكر بكلام ساالي الواقعي والمعقول جدا !! 
ثم تشعر بأنقباض في معدتها وأضطراب في تفكيرها عندما تتخيل اللقاء بعماد من جديد !
لا يمكن أن تذهب أبدا !!!!
لا بل ستذهب وتقابل عماد بطريقة رسمية فهو لم يعد يعني لها شيئا
وهذا مايجب عليها ايصاله لعماد بطريقة أو بأخرى .
نعم ستذهب لقد قررت الذهاب لمقابلة عماد ولن تتراجع عن قرراها أبدا . 
سوف تتصل به لا حقا وتطلب منه تحديد وقت لمقابلتها !!!!

اشتي اشـوفـك كل يوم وكل سـاعه وكل ليـله
وان غبت لحظه عن عيوني افقد البسمه الجميله 
انكتب لي عمر ثاني وانت جمبي
كــيف اصور لك حـنيني ونبض قـلبي 
اشتي اشوفك خليني اشوفك
كل ساعه وكل ليله 

ياحـبيبي قلي كلمه كلمه وحده
خلي ناري بالضلوع تبرد وتهدى 
ياحبيبي ليش نضحي بعمركله حب وعشره
عمر كله كان كله موده 
مش حرام احلى الليالي اللي مليانه امل
تنتهي والـحب يصبح قصه يطويها الـملل 
ايش يقولو الناس عـلينا
لو درو ان احنا انتهينا 
اشتي اشوفك خليني اشوفك
كل ساعه وكل ليله 

والى اللقاء ( أبومعاذ محمد نزار ) 



الاثنين، 13 أكتوبر 2014

الشهيد الحمدي

أعلام صنعوا تاريخ اليمن الحديث
   بقلم أبو معاذ 
في ذكرى أغتيال الرئيس الشهيد القائد إبراهيم محمد الحمدي 
بثت الفضائية اليمنية برنامج وثائيقي عن العصر الذهبي لليمن المعاصر فترة حكم الرئيس الحمدي.
مداخلات كثيرة تحدث فيها شهود عيان عن فترة العصر الذهبي منهم من كان يعمل في مناصب ومراكز قيادية في فترة الرئيس الشهيد 
مثل ( د عبدالكريم الأرياني - مجاهد الكهالي - حسن مكي - عبدالعزيز المقالح -) 
ومنهم من عاش فترة حكم الرئيس الشهيد ولم يكن لهم اي صفه رسمية او مناصب حكومية وانما مواطنون تحدثوا بما عايشوا بكل صراحة وصدق ( شهادة لله ثم للتاريخ ) ومنهم شقيق الرئيس الشهيد . 
ورغم أهمية  ماجاء من شهادات في مداخلات شهود البرنامج 
الا أن القول الفصل والسرد الدقيق والتاريخ الحقيقي جاء من  عمق دهاليز الفضائية اليمنية ومن رفوف مكتبتها المرئية التي غطى عليها الغبار ردحا من الزمن ونسجت العنكبوت  خيوطها لتخفي الحقيقة وتبعد الأنظار عن ذلك المكان حتى لا يكتشف الجيل الواعد كيف كان عهد الخليفة الراشد  القائد الخالد . 
ولأن الحقيقة لاتموت والحق يظهر ولو بعد حين فقد ظهر من جديد الرئيس الشهيد صوتا وصورة في خطابات متلفزة تبث لاول مره منذ ثلاثة عقود لم تفلح فيها كل محاولات طمس واخفاء وتشويه أنصع فترة في تاريخ اليمن المعاصر . 
( رجل تجاوز الزمان والمكان ) 
هكذا كانت عصارة السيناريو الذي قام باعداده وصياغته وأخراجه فريق عمل من كوادر الفضائية اليمنية برئاسة رئيس القطاع . 
سيناريو تمت صياغتة بشفافية ومصداقية بعيدا عن مقص الرقيب ودون خوف من تجاوز خطوط حمراء قد تغضب أصحاب السعادة وأصحاب السمو وفخامة الفندم وسيادة الأستاذ . 
في سنوات مضت كان يصلنا فقط عن الرئيس الشهيد قصص ومواقف  أنسانية  ووطنية للرئيس مع إبناء الوطن . وحقائق عن نزاهة وزهد وحفظ المال العام ويد بيضاء لم تلطخ بدم . 
لكن ما سمعت وشاهدت في الوثائقي أكبر من أن يقال وأصعب من أن يتم شرحه .  فرغم حرصي الشديد طوال سنوات مضت على تتبع تاريخ الرئيس الشهيد  الا أني تفاجأت بما سمعت وذهلت بما شاهدت . 
وبقدر الفخر والاعتزاز بهذا القائد العظيم  بقدر الحزن على الخسارة العظيمة التي لحقت باليمن أرضا وأنسانا برحيل القائد الأنسان . 
ولا مبالغة في القول أن إبراهيم الحمدي من الشخصيات العظيمة التي لا يأتي التاريخ بمثلها الا في فترات متباعدة من حياة الاوطان.
رجل دولة بكل مافي الكلمة من معنى يتمتع برؤية وطنية ونظرة ثاقبة وبعد نظر ويحب وطنه أكثر من كل شئ . 
في كلمة القاها عقب عودته من رحلة خارجية برفقة وفد من كبار رجال الدولة  وشملت الرحلة زيارة ست دول عربية  قال فيها :-
أن الأشقاء يتفهمون مانقوم به من جهود للنهوض بوطننا هم على أستعداد تام لدعم جهودنا ولكن علينا أن نقوم أولا بدعم أنفسنا والصدق في تعاملنا حتى يحترمنا الآخرون ويصدقون في تعاملهم معنا .
وفي خطاب متلفز في ذكرى حركة 13 يونيو التصحيحة تحدث بلغة عربية نحوية خالصة خالية من الأخطاء والتعلثم وقال :- 
لقد تم أقرار الخطة الخمسية التي تم أعدادها بمشاركة خبراء في مجالات متعدده قد أهتمت بالتعليم بدرجة أساسية وحرصت على ادراج التعليم المهني والفني والحرفي والعلمي بحيث يتم تأهيل كل طالب ليصبح عضوا فاعلا في المجتمع.
سياسة خارجية ناجحة بالتزامن مع سياسة داخلية أكثر نجاحا وخطوات جادة واثقة لسحب البساط من تحت أقدام مراكز القوى وأصحاب النفوذ وسعي متواصل لتحويل المجتمع الى الحياة المدنية بعيدا عن سيطرة القبيلة وهيمنة الشيخ . 
أتمنى أن تقوم وزارة التربية والتعليم  بتوثيق مشروع الرئيس القائد إبراهيم الحمدي ورؤيته لبناء الدولة اليمنية الحديثة 
وطباعتها في كتاب وأعتمادها مادة دراسية في اي مرحلة من مراحل التعليم المختلفة ليتم من خلال قصة حياة الرئيس الشهيد تعليم الأجيال المعنى الحقيقي وغرس المفهوم الصحيح ل ( حب الوطن )
(  أبومعاذ  ) 



السبت، 11 أكتوبر 2014

همسة حب 12

همسة حب 12 

استيقظت سارة  باكرا قبل الجميع رغم انها لم تنم الا متأخراً مساء الأمس . 
دخلت الى المطبخ  لاعداد وجبة الافطار 
لم تكد تمض دقائق حتى كانت سالي تقف على عتبة باب المطبخ متفاجأة بوجود سارة في هذه الساعة المبكرة
قالت مستغربة :- صباح الخير سارة
كنت أظن  انك لن تغادري الفراش قبل الظهيرة فقد كان الارهاق واضحا عليك بالامس . 
قالت سارة - صباح النور سالي .
بالفعل كنت مرهقة جدا كما أن النوم رفض أن يأتي سريعا بعد أن وضعت رأسي على المخدة . لكن موعد النهوض من الفراش لا يتغير حتى وأن تأخرت بالنوم أو كنت في يوم أجازة . 
قالت  سالي  :- 
وربما كان السهاد والأرق بسبب دلال ؟
سألتها سارة دون أن تلتفت اليها :- هل كنت تعلمين بوجود عماد في الحفل ؟؟
احمر وجه سالي  وذهبت نحو الثلاجة تتظاهر بالبحث عن شئ وقالت :-
بصراحة كنت أعلم أن شركة عماد هي التي دعمت مشروع المسرح الثقافي لكن لم يكن لدي علم بحضور عماد للحفل !!
وعندما غنيت الأغنية الأولى لم يكن موجودا بين الحضور يبدوا أن حضوره جاء متأخرا فقد شاهدته في الصف الأول عندما غنيت الأغنية الأخيرة وتنبهت أن المقعد الذي يجلس عليه كان شاغرا في بداية الحفل  . 
قالت سارة بنبرة غضب :-
من الطبيعي أن يكون في مقدمة الحضور في يوم حفل الأفتتاح طالما كان التمويل من شركتة ولا يحتاج الأمر الى فطنة وذكاء لمعرفة ذلك !! 
ولكن لماذا لم تخبريني بالامر قبل أن نذهب للحفل !!،،؟؟ وماالذي دفعك للأفصاح عن وجودي بين الحضور  بعد أن شاهدت عماد يجلس في المقدمة ؟؟ 
تلعثمت سالي وزاد احمرار وجهها  وكادت أن تتعثر وهي تحاول الابتعاد بوجهها عن سارة وتذكرت أيام طفولتها وصباها عندما كانت تتمكن من مراوغة امها ولكنها تفشل بالمراوغة والكذب امام صرامة وحزم سارة ونظراتها التي تفضح محاولات سالي البائسة .
قالت سالي بصوت خافت :-  كنت أعلم جيدا أنك سترفضين الحضور لو قلت لك أن المشروع برعاية شركة عماد . وبكل تأكيد لم يكن لدي معرفة بحضور عماد من عدمها لكني وبكل صراحة كنت أتوقع حضوره . وعند وصول عماد متأخرا لم أكن قد صعدت الى خشبة المسرح مجددا لكني كنت قريبة وشاهدت بوضوح وصول عماد وحيدا وتأكدت من ذلك عندما كان مقعدا واحدا هو الشاغر قبل وصوله ولم تظهر اي تصرفات او شئ يدل على وجود فتاة ترافقة أو مظاهر توحي بوجود صديقة تنتظرة .
قالت سارة بامتعاض :- 
تقصدين خطيبة وليست صديقة !
ارتفع صوت سالي وظهر الغضب واضحا وقالت :- لايمكن أن يذهب بك الخيال بعيدا هكذا !!! 
رغم صمتك وقدرتك على التماسك وحرصك على عدم اظهار مشاعرك امام الآخرين لكني شقيقتك التي تفهمك أكثر مما تتصورين . وأدرك تماما أن حبك لعماد لم ينتهي !!! 
الحب جمع بينكما والكبرياء فرقتكما !!
لا الومك أبدا الطريقة التي أختارها عماد للطلاق لا يمكن أن تسمح لكرامتك حتى بتوضيح الحقيقة أو الدفاع عن نفسك مهما كانت درجة حبك له !!!
, لكن بذرة الحب حين تغرس في أرض طيبة تضرب جذورها عميقا , فلا تستطيع أية عواصف أقلاعها . !! 
لقد وجدت الحفل فرصة للقاء بينكما مجددا فربما يتدخل الحنين وينجح في اعادة كل حبال الوصل وتوثيقها وأغلاق صفحة الماضي للأبد . 
لقد كانت سعادتي لا توصف وأنا أشاهد تعابير وجه عماد تتغير بمجرد ذكر أسمك . كان الشوق واضحا في تحركاته وهو يلتفت يمنه ويسره للبحث عنك بين الحضور ولم يكترث بمن حوله . 
سارة أرجو أن تقبلي أعتذاري لقد صدمت أكثر منك وأنا أشاهد خطيبة عماد تقف الى جوارة . 
قالت سارة بامتعاض :- لا داعي للاعتذار . من الطبيعي أن يبحث عماد عن زوجة عاجلا او آجلا لا يهم فلم يعد هذا موضوعنا !! ما يهمنا الآن ( سندس.
قالت سالي وهي تضع طعام الافطار على الطاولة :- نعم بالفعل  هل فكرت بطريقة أو حل لا بعادها عن زياد ؟ 
قالت سارة :-  نعم . 
قالت سالي :- وماهو ؟  تكلمي سريعا قبل أن أذهب لا يقاظها لتناول الافطار !
سحبت سارة مقعدها المفضل منذ سنوات حول مائدة الطعام وجلست ترتشف كأس البن بهدوء وقالت :- 
فكرت كثيرا ووجدت أفضل الحلول واسهلها أن تذهب معي المخاء ! 
تسألت سالي :- تذهب معك ؟  كيف أقصد متى ولماذا وكم ستجلس عندك في المخاء ومتى تعود ! ثم أن هذا حل مؤقت وايس حل نهائي ؟؟ 
قالت سارة ببرود :-  تذهب معي المخاء للأقامة الدائمة هناك . الابتعاد عن عدن وعن زياد سيجعلها بمرور الوقت تنسى كل شئ . سوف نقوم بنقلها لمواصلة دراستها هناك  وأنا متأكدة بمجرد مرور بعض الوقت سوف تنسى كل مايربطها بزياد وبالذات عندما تتعرف بمن حولها وتعقد صداقات جديدة وسندس بارعه في هذا المجال .!!! 
قالت سالي بتعجب :- وماذا عني ؟
قالت سارة :- يمكنك أن تفعلي الشئ نفسه . تقدمي بطلب نقل عملك الى المخاء والحقي بنا . سيكون من الأفضل لنا جميعا أن نعيش مع بعضنا !!؟
قالت سالي :- وماذا عن سندس هل ستوافق على أقتراحك هذا بسهولة ؟؟ 
سندس عنيدة ولا يمكن اقناعها أبدا خصوصا وهي تدرك أن الهدف هو أبعادها عن زياد ! سوف تتمسك بموقفها أكثر . 
قالت سارة :- ليس لديها خيار خصوصا عندما تعرف أنك إيضا سوف تغادرين
مستحيل أن تفكر بالبقاء وحيدة في عدن!
قالت سالي :- سافكر بالأمر أولا وأنظر ماهو الرد الذي سوف احصل عليه بخصوص طلب نقل الوظيفة !!! 
سوف أذهب لا يقاظ سندس لتناول الأفطار  ولا تتكلمي معها أبدا باقتراحك 
حتى نتناقش بهدوء في المساء . 
بخطوات سريعة غادرت سالي المطبخ باتجاة غرفة سندس !!
وأمسكت سارة فنجان البن تتأمل ماتبقى  في قعره  بشرود واضح وقبل أن ترتشف ماتبقى فيه دفعه واحده  سقط الفنجان من يدعا وأنكسر وقامت مسرعه وعي تسمع صراخ سالي تستغيث بها
سارة سارة الحقيني سارة !!!!

والى اللقاء  ( أبومعاذ محمد نزار )

سلام يامن سكن إب الغروب

  بقلم أبومعاذ نزار
عندما نغوص بين الحين والآخر في أعماق التراث اليمني بحثا عن كنوز الموروث الشعبي والتراث اليمني . 
وفي كل مره نغوص فيها فمن الطبيعي أن نجد اصناف وانواع التراث البديع.
وكثيرا ما نجد قصيدة تجذبنا اليها اكثر من غيرها ربما لانها تتوافق مع ما نبحث عنه او لانها تفرض نفسها بقوه كلماتها وحلاوه معانيها ويضاف الى ذلك الاداء المتميز  للفنان  الذي يتولى رسم هذه اللوحة بطريقة فريده ويخرجها بصورة رائعة .
وليس بالضرورة أن يكون وراء كل فنان عظيم شاعر مبدع ولا وراء  كل شاعر كبير فنان مبدع .
فالشاعر  الكبير يكون كبيرا ومبدعا وعظيما سوا وجد فنان يترجم قصائدة بالحان رائعه او لم يوجد كما أن الفنان يكون مبدعا وعملاقا وفنانا بذاته لا بشاعر محدد . ولايوجد فنان واحد اكتفى بشاعر واحد ابدا والعكس صحيح .
ولكن في بعض الاحيان يتشكل ثنائي متميز من شاعر عملاق وفنان مبدع فيكون الانتاج متميزا ورائعا. .
والشاعر محمد بن عبدالرحمن كوكبان هو احد عمالقة التراث اليمني .
ولد عام 1889 في مدينة صنعاء من أسرة اشتهرت بالعلم والأدب والشعر. درس علوم اللغة العربية وعلوم وأصول الدين الإسلامي. جالس الشعراء فتأثر بهم. وهو يعد من أشهر شعراء الغناء الصنعاني. أجاد الشعر الحميني والحكمي. وأجاد كذلك العزف على آلة العود.
ومن اجمل قصائده الغنائية التي اشتهرت ( غناء وانشادا ) قصيده ( المعنى الكوكباني ) . 
وهناك قصيده اخرى رائعه هي بعنوان ( سلام يامن سكن إب الغروب ) . 
ويبدو من خلال القاء نظرة سريعه على هذه القصيدة انها تحكي قصة ( فراق ) يعاني منها الشاعر وفي كل بيت نجد الشكوى والمعاناه والحال الذي وصل اليه نتيجة هذا الفراق . 
ولم يذكر اسم حبيبتة ابدا لا صراحة ولا تلميح وانما اسماها من ( سكن إب الغروب)  ويرسل اليها ( سلام ) 

الشاعر يحكي لنا بطريقه غير مباشره
قصة ( فراق ) بينه وبين محبوبته
ومن خلال أبيات القصيده يتضح أن الشاعر في صنعاء وحبيبته في إب !!!
يبعث اليها ( سلام. ) وبطريقة غير مباشره يضمن هذا ( السلام )  وصف الحاله التي وصل اليها  نتيجه لهذا الفراق !!!  فيذكر كلمة ( سلام )  خمس مرات في القصيدة . وفي كل مره يضمنها وصف وكلام وشكوى !!!
البداية يبعث سلام ويحدد فيه مكان ( الاقامه ) السابقة والحالية !!!!
فهي الآن تسكن في ( إب الغروب ) 
بعد أن كان محل الاقامة السابق (  من بعد ماكان في قلبي مقيم ) !!!
ثم ( سلام ) ويصف حالته  ( صب قد قاسى كروب ) !!!
( سلام )  من القلب الذي لايستطيع تحمل 
كل هذا الحسن والجمال فيذوب سريعا!!!!
ثم ( سلام ) ويضمن هذا السلام ( وصف لها ) !! ( مايس القد القويم ) 
ثم  ( سلام ) الاخيره فيها ( قسم ) يحلف الايمان انه لن يتخلى عنها وعن حبها وحتى أن كان في ذلك ( ذنوب ) فلن يتوب ابدا حتى من سماع صوتها الرخيم !!!!
بعد أن يبعث بالسلام  يصل الى الهدف الحقيقي او الى ( خلاصة ) مايريد قوله !!
فيقول ( وبعد ). مثلما يقال في كتابه الرسالة بعد السلام والتحية يقال 
( اما بعد ) !!!!
وبعد قلي متى نحوي تأوب
هل عاد مرادك لمئواك القديم !!!!
خلاصة الكلام  يقول متى ستعود لي؟؟؟
هل لاتزال لديك رغبه في مكان اقامتك السابق ( بعد ماكان في قلبي مقيم )
ثم يجيب نفسه  بالنيابه عنها ولاينتظر اجابتها فيقول ( اظن لك في البقاء هذا رغوب ما اظن قلبك من العشقه سليم ) 
اظن انك لاتزال ترغب في البقاء في قلبي ولا اظن أن قلبك ( سليما معافا ) من اعراض  واوجاع ( العشق ) !!!!
ثم يواصل قائلا 
اما اذا اردت أن تعرف حالتي من بعدك 
فالموت اهون وحتى الحروب وضربات المدافع  اهون عليا من أن تبعد عني او تجافيني ايها الخل الوسيم !!!
ثم يصفها ويذكر اهم ما يميزها فيقول(
خدها الوردي وليس فيها اي عيوب)
ثم يستدرك وكانه تذكر عيوب ؟؟؟؟
( الا طريفه فهو ساحر سقيم ) 
حتى العيب الذي فيها هو جمال وسحر طرفها و( طريفه ) تصغير لكلمة ( طرف ) 
وهي العين !!!!
ثم يصل الى مربط الفرس ويوضح ما هي القضية والحكاية والمشكلة ؟؟؟؟
فهو يعاني من هجران الحبيبه وليس الامر فراق ناتج عن ظروف قهريه !!!
ورغم هذا الهجر فهو لايريد البوح به حتى  لا يشمت فيه العذال والحساد فيقول
( شربت أنا كأس هجرانه شروب وقلت للعاذلين أنه طعيم ) !!!!!!!
ولان المسافه بعيدة ولايوجد في ذلك الوقت وسائل الاتصالات !!  لكنه يحاول بكل الوسائل متابعة ومعرفة اخبارها !
فيظل يترقب ويتربص وصول  ناس من إب فيسألهم عنها وعن احوالها .
ولان الشاعر في صنعاء وإب تقع جنوب صنعاء فهو يحدد المكان الذي يظل يترقب فيه وصول المسافرين الى صنعاء تحديدا من جهة الجنوب . يقصد جنوب صنعاء !
وكم تطلبت من فوج الجنوب 
اخبار واعلام عن ذاك النديم .
وكم تحملت ولازلت من هذا الهجر انواع الخطوب والمصائب !!!
لكن اذا كان هذا قضاء الله وقدره فهو يتوسل الى الله أن يجمعهما في ( الجنة ) 
على الاقل لا يحرمه منها دنيا وآخرة !!
وكالعاده اضفى عليها الفنان الكبير
( محمد حمود الحارثي ) 
صوت شجي ولحن رومانسي بديع
فاكتملت هذه اللوحة الغنائية الرائعه !!!
( كلمات القصيدة )

سلام يامن سكن إب الغروب 
من بعد ماكان في قلبي مقيم 
سلام من صب قد قاسى كروب 
ماذاقها قط أيوب من قديم 
ودمع عينيه من بعدك سكوب 
وفي وسط مهجته نار الجحيم 
فالدمع من كثرته يملي غروب
والنار يارب جارك ياكريم 
سلام من قلب اسرع مايذوب 
إذا رأى الحسن اسرع مايهيم
سلام من قلب مسكين كم يلوب 
إذا بدا مايس القد القويم
سلام من صب أقسم مايتوب
من المدامه ومن صوت الرخيم 
وبعد قل لي متى نحوي تأوب
هل عاد مرادك لمئواك القديم
أظن لك في البقاء هذا رغوب
ما اظن قلبك من العشقه سليم
تعال صف ذلك الظبي اللعوب 
فأنت داري بأحواله عليم
أما أنا فالمدافع والحروب 
أهون عليا من جفى الخل الوسيم
مورد الخد معدوم العيوب 
الا طريفه فهو ساحر سقيم 
آه من الخل كم ينهب قلوب 
كل القلوب مالها غيره غريم
شربت أنا كاس هجرانه شروب 
وقلت للعاذلين إنه طعيم
وكم تطلبت من فوج الجنوب
أخبار واعلام عن ذاك النديم
وكم تحملت أنواع الخطوب 
لكنني اسأل الله العظيم 
الواحد الفرد علام الغيوب
أن نجتمع بالسلامه في نعيم .

( أبو معاااااذ ) 



أبو معااااذ