الجمعة، 21 نوفمبر 2014

همسة حب الأخيرة

همسة حب (الأخيرة)  

رسينا يا شواطي الشوق رسينا 
والاماني فوق .. 

نناجي الليل والنجمه ونور الفجر والنسمه
ومن كلمه على كلمه رسينا ..

تنهدت سارة بعمق وهي ترتشف فنجان البُن اليمني الأصيل في مكانها المفضل في مقهى موكا .
شعور بالسعادة يلازمها هذا المساء بعودتها الى حياتها الهادئة من جديد بعد الأعصار الذي عصف بحياتها والأحداث المتسارعة في الأشهر الماضية . 
لكن الهدوء عاد الى حياتها من جديد ووجودها في هذا المكان خير دليل على هدوئها.
كما أن الأخبار التي تصلها من عدن بين الحين والآخر تجعلها تطمئن أكثر . 
سندس أغلقت صفحة الماضي وتهتم بدراستها كثيرا وبوظيفتها في شركة عماد ولديها حماس كبير للتوفيق بينهما.
وسالي تمكنت من كسر حاجز الخوف والتردد وقطعت أشواطا كبيرة في الظهور والتميز والابداع على خشبة المسرح الثقافي .
وتجاوز صوتها جمور المسرح الثقافي ووصل الى مسامع شريحة كبيرة من المجتمع بعد قيام القنوات الأعلامية المسموعة والمرئية بالتفاعل من فعاليات شباب المسرح ونقل كل الحفلات الثقافية والغنائية على الهواء.
أنتهت سارة من فنجانها وعند خروجها من باب المقهى بأتجاة سيارتها شاهدت القمر يتوسط السماء بوضوح ويعكس الضوء الناصع على مياة البحر الهادئة.
تبدو هذه الأمسية شاعرية وتتناسب مع حاله سارة النفسية الهادئة فقررت ترك سيارتها في مكانها والمشي قليلا على الشاطئ الرملي الناعم 
والتمتع بالنسيم العليل الذي يداعب خصلات شعرها بحنان ولا تزال تسمع بوضوح موسيقى الأغنية الرائعة تنبعث من جنبات المقهى.
( كل كلمة حب نحيها معانـــــــــا
كلمت العذال نرميها ورانـــا
مايهزك ريح يا مركب هوانـــــــــا
طول ما احنا 
عل بحرك مشينا.!!!!) 
 .قررت سارة الجلوس قليلا فالمنظر يغري  للحوار مع البحر .
أبتسمت سارة وهي تتذكر تصرفات سندس الصبيانية عندما تتصل بها بين الحين والآخر لمعرفة أخبارها فتتعمد سندس ذكر أسم عماد بسبب أو بدون سبب ولكن سارة لاتهتم لأن عماد لم يعد سوى ذكريات الماضي وسوف تنتهي هذه الذكريات مع مرور الوقت ولا يهمها سوى عملها ومستقبل شقيقتيها ومادون ذلك لا يبدو مهما أبدا .
بينما كانت تستعد للنهوض وأنهاء جلستها الشاعرية  لمحت على الرمال أنعكاس ظل أنسان يبدو واقفا خلفها  !
تسمرت مكانها قبل أن تلتفت ببطء لمعرفة هويه الواقف خلفها
وقبل أن تكمل استدارتها وصلت الى أنفها رائحة عطر رجالي تميزة جيدا وسمعت الصوت الأجش الذي تعرفه يقول :- هل قطعت لحظات شاعرية ومناجاة رومانسية !
- بكلمات مرتعشة ونبرة خوف واضحة قالت :- عماد !!!!؟؟؟
كيف وصلت الى هنا ؟
- بأسلوب ساخر أجاب :- وصلت مشيا على قدماي !!!!
- اعني كيف عرفت مكاني هنا ولماذا أنت هنا ؟ هل أصاب سندس مكروه ؟ 
- توقعت استقبالا ترحيبيا .
- طريقتك لا تمنح فرصة للترحيب لقد أفزعتني .
- وصلت الى شقتك أولا  . صديقتك هاجر قالت أنك في مقهى موكا ولن تتأخري كثيرا . 
وعندما سألت عنك في المقهى أخبرني العامل أن سيارتك لاتزال هنا وقد شاهدك تمشين نحو الشاطئ.
- ولكن لماذا كل هذا البحث الشاق ! هل هناك شئ .
- الشوق لك ولا شئ غير ذلك .!!
- عماد  ليس هذا وقت المزاح  ! أخبرني ماذا هناك ! ؟ تكلم هل عاد زياد من جديد لأثارة المتاعب !؟ 
- اه لا زياد لم يعد لديه القدرة على أثارة اي مشكلة ولم يعد قادرا حتى على المشي أبدا.
- ماذا تعني هل قمت بايداعه في السجن .؟
- ليس من عاداتي الأنتقام كما تعرفين .ولكن حماقاتة مع دلال دفع ثمنها غاليا .
- دلال ؟؟؟
- التشهير بصور دلال كاد يقضي عليها وتعرضت لانهيار عصبي ولم يحتمل والدها فأتصل بزياد يتوعده بالانتقام .
- وهل قام بالانتقام بالفعل من زياد .
- لا لقد كان مجرد تهديد في لحظة غضب ولكن زياد ظل في حاله رعب وفي ليلة ممطرة كان يقود سيارتة بسرعة فوق الجسر البحري وكان الطريق مغلقا بسبب غزارة الأمطار . كان احد المتطوعين يقف وسط الطريق يطلب من السائقين التوقف حتى تفتح الطريق ولكن زياد ظن أن هذا ( كمين ) فلم يتوقف وزاد من سرعتة وكاد يدهس الشاب المتطوع وبمجرد أن حاول الأنحراف وتجنب الشاب أنقلب بالسيارة من الجسر البحري وأنحشر بداخلها وبمجهود كبير تم أسعافة لكن الأصابة كانت بالغة وفقد القدرة على المشي وصار المقعد المتحرك رفيقة الدائم .
قالت والحزن واضحا في كلامها :- يؤسفني فعلا ماحدث لزياد .
تابع عماد قائلا : لقد قمت بزيارة زياد في المستشفى وقد تأثر كثيرا برؤيتي وطلب مني أن المسامحة وأعترف بما فعل للتفريق بيننا . قال أنه لن يسامح نفسة أبدا الا عندما يحضر حفل زفافنا من جديد .
لقد كان يتوسل الى بطريقة هسترية والدموع تنهمر من عينية ويقول أرجوك لا تتأخر في العودة لسارة ولا تخسرها مجددا . 
أصيبت سارة بالذهول واحمر وجهها غضبا وقالت وهي تحاول تجاوز عماد وتغادر المكان :- 
وأنت جئت مسرعا لتنفيذ رغبة صديقك بكل بساطة . 
كنت ابحث عن براءتي في قلبك ومشاعرك وأحاسيسك في نظرات عينيك التي قلت لي في يوم ما أنك تحتضن حبي في رمش عينيك . 
لم أكن بأنتظار ظهور براءتي من شفاه ودموع زياد أبدا فهو لا يهمني لا عند الاتهام ولا أثناء البراءة.
عن أذنك عماد لقد تأخرت في العودة للمنزل الى اللقاء .
امسك عماد بذراعها بقوة وجذبها اليه وتأوهت من الألم ونظرت سارة الى عينية وخافت فقد كان الشرر يتطاير منهما وأفزعها أن يفعل عماد شئ يؤذيها .
قال لها :- هل قطعت كل هذه المسافة للوصول اليك لتقولي لي الى اللقاء .
- لا اجد عبارة أخرى تناسب كلامك .
قال بأنفعال - سارة بربك توقفي عن هذا العبث لقد جئت معتذرا لما أقترفتة من ذنب ولنسيان الماضي ولست مستعدا لخسارتك مره أخرى .
يبدو الأمر سخيفا أن اعود اليك من أجل تنفيذ رغبة زياد !! لا علاقة لهذا بوجودي هنا فقط أنت ذكرتي أسم زياد وأنا أخبرتك ماالذي صار اليه حاله.سارة لن نضيع المزيد من الوقت !!
سحبت سارة ذراعها من قبضتة وقالت :
لقد تأخرت بالفعل كثيرا ياعماد . كنت أنتظر حضورك عندما كانت الأمواج تتقاذفني وكنت أبحث عن قيمة دولء لأمي المريضة ولم يكن لي ذنب أقترفتة الا غرورك وصلفك وتجاهل قلب أخلص لك وأقسم لك في يوم من الأيام على ظهر اليخت أن الفراق لن يحدث الا بالفراق عن الدنيا .
بحركة مفأجئة طوقها بذراعيها من خصرها وقربها كثيرا حتى عجزت عن منع الالتصاق الذي فرضة عليها وعبثا حاولت تحرير جسدها وكانت تتلفت في خوف حتى لايشاهدها موظفوا المقهى .
لم يعد لديها من سلاح الا دموعها أنفجرت باكية وأنهمرت دموعها وقالت بتوسل: عماد أرجوك أتركني وشأني دعني أذهب . لا يوجد مبررات لتصرفاتك هذه التي لن تجلب لي سوى الشائعات مجددا أرجوك . 
أمسك خصرها بذراع واحدة وأطلق يده الأخرى تمسح دموعها ودنا بوجهه منها كثيرا حتى أصبحت ريح أنفاسه تلفح وجهها وضربات قلبة تسمع بوضوح وهمس في أذنها وقال:-  لا تبكي ياصغيرتي لن أسمح لك بالافلات مجددا 
و( همسة الحب ) هذه في أذنك هي القسم والشاهد على ذلك.
أغمضت سارة عينيها ولم تدرك كيف وصلت برفقة عماد الى السيارة هل تكرر مشهد قلعة صيرة لايصالها الى السيارة ام كان لعماد وسيلة أخرى لايصالها .

رسينا ياشواطئ  الشـــــــــــوق
رسينا والاماني فـــــــــــــــوق 
وهمسه حب تروي ماروينــــــــا
وهمسه حب تروي ماروينــــــــا 
( النهاية ) 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق